عندما نتحدث عن الاصول الثلاثة في المعاملات والاستثمار، فإننا نعني بها الاصول المادية والاصول المالية والاصول البشرية، ويشرح هذا المقال كل واحد منها على حدة.
الاستثمار في الاصول المادية :
لنفترض أنك منذ بضع سنوات قمت بشراء أصل مادي وهو آلة جز العشب مثلا، وظللت تستخدمها مرات متتالية دون أن تفكر في صيانتها يوما من الايام، وبالفعل ظل هذا الاصل المادي يعمل لمدة معينة ثم تعطل فجأة. وعندما حاولت إعادتها الى العمل عن طريق صيانتها، إذ بك تكتشف أن المحرك فقد أكثر من نصف قدرته، لتصبح بذلك غير مجدية وعديمة الفائدة.
ولو كنت أحسنت الاستثمار في هذا الاصل المادي (آلة جز العشب)، وذلك بالحفاظ عليها وصيانتها لكنت الآن مازلت تستعملها وما زالت سليمة.
وبالطبع، بالنظر الى الحالة التي آلت اليها الآلة فقد اضطررت الى إنفاق المال والوقت لاستبدالها، أكثر مما كنت ستفعل لو أجريت لها الصيانة الكاملة في الوقت، وأثناء بحثنا عن النتائج والمردودات قصيرة المدى، غالبا ما ندمر بعض الاصول المادية القيمة، كالسيارة أو المغسلة أو المجفف أو حتى جسمنا أو البيئة.
ولهذا فالحفاظ على التوازن، من شأنه أن يحدث فرقا شاسعا وكبيرا في الاستخدام الفعال لهذه الاصول المادية.
الاستثمار في الاصول المالية :
لشرح الاصول المالية، يمكن الجواب على السؤال المطروح دوما في هذا الباب، الى أي مدى يخلط الناس بين المبدأ والفائدة؟
هل سبق لك انتهاك مبدأ من أجل تحسين مستواك المعيشي، ومن أجل الحصول على المزيد من النتائج المرضية، كلما قلت المبادىء انخفضت الطاقة المنتجة للفائدة أو الدخل. ويظل رأس المال الذي يمثل الاصل المالي يقل تدريجيا، ويستمر في الانخفاض حتى يبيت غير كافي للوفاء بالاحتياجات الأساسية.
وأهم الاصول المالية هو قدرتنا على الكسب والانتاج، وإذا لم نداوم على الاستثمار في تحسين المردود الخاص بنا، فهذا يعني أننا نحد من الخيارات المطروحة أمامنا، ونحبس أنفسنا داخل سجن وضعنا الحالي، لنتحول بعد ذلك الى الاعتماد على الآخرين اقتصاديا، فالتوازن له تأثير فعال أيضا على الاصول المالية.
الاصول البشرية :
وبالنسبة للاصول البشرية، فالتوازن يلعب دورا مهما ويشكل أهمية كبيرة تفوق أهمية الاصلين السابقين، وذلك لأن الناس أو البشر هم من يتحكمون في الاصول المادية والمالية.
التفسير الواضح والسهل للاصول الثلاثة، يكمن في فهم منهجية التعامل مع الآخرين، لكي يكون لدينا توازن في الاصول المادية والمالية، يجب أن يكون لدينا توازن في الاصول البشرية أولا.
وكمثال، عندما يركز زوجان كل اهتمامهما على الفوائد من علاقتهما، أكثر من اهتمامهما بالحفاظ عليها، بحيث تكون هذه العلاقة هي اصل تلك الفوائد، فإنهما غالبا ما يصبحان عديمي الاحساس، ولا يهتم أحدهما لمشاعر الآخر، ويهملان تقوية روابط المودة بينهما وأمور اللياقة البسيطة، التي تعتبر الغذاء الذي يعمق العلاقة بينهما.
ويشرع كل واحد منهما في التلاعب بالآخر، والتركيز على احتياجاته الشخصية، وتبرير موقفه وكذلك البحث عن دليل يؤكد خطأ الطرف الآخر. ويتحول الحب وثراء العلاقة والرقة والتلقائية، الى أشباح من الماضي ويفقدان بذلك التوازن الذي يحافظ على العلاقة والاصول البشرية.